سؤال عمر عن النفاق

عن حذيفة قال مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد فقال لي يا حذيفة إن فلانا قد مات فاشهده ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت إلي فرآني وأنا جالس فعرف فرجع إلي فقال يا حذيفة أنشدك الله أمن القوم أنا قلت اللهم لا ولن أبرئ أحدا بعدك. أنتهت الروايه

الروايه تبطل الكثير من الفضائل الوارده بحق عمر في كتب السنه والذي يريد الاطلاع على كتاب [الغرر في فضائل عمر] للسيوطي،والمطلع على تلك الاحاديث الوارده في عمرسيقف مذهولاً أمام الكم الهائل من الاحاديث (الموضوعه) و (المسروقه ) والفضائل المزعومه والباطله والدليل على بطلان تلك الاحاديث سؤال عمر عن النفاق [ولنضرب مثل بسيط، طالب في المدرسة قالوا له انك ناجح ، فيأتي ويسأل هل أنا من الراسبين ] أي طالب ذكي هذا؟ فعمر يشبه هذا الطالب في كتب السنه ، فأن كان عمر من [العشرة المبشرة بالجنة ]و[سراج اهل الجنة ] و [ أن الله جعل الحق على لسان عمر ]و[لو كان بعدي نبي لكان عمر ] و[ رضى الله رضى عمر ، ورضى عمر رضى الله ] و [ أعز الاسلام وأشدد الاسلام بعمر ] كل هذه الفضائل الوارده بحق عمر في كتب السنه ، ويسأل هل انا من المنافقين ،وهو الضامن لرضى الله ورسوله وسراج اهل الجنه والمبشر بالجنه حسب قول الروات ؛ فهل ألضامن للجنة يسأل هل أنا من أهل النار، هل يوجد هناك مَنْ يستوعب هذا التناقض في طرح الروايات هل الاخوة السنه مطلعين على هذا الخلل في طرح حياة الرجل للباحث أو المحقق أو القارىء .هل هناك من منصف يقدم الرجل على حقيقته
ويعطي مضمون صادق وواضح ويرمي خلف ظهره كل ما جاء من تفخيم وتعظيم، بحيث يسقط الاحاديث الموضوعه
ويعيد الاحاديث المسروقه الى اهلها وهم آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين .
اما عن سؤال عمر بن الخطاب هل أنا من المنافقين ؟؟ وفيها لو ان عمر بريء من النفاق بالمطلق لماذا يسأل هكذا سؤال ؟ فهل سمع أحد ان انسان [بكامل قواه العقلية] يسأل هل انا من المنافقين ، وهل الخليفة الثاني يتمتع بالذكاء والحكمة ، وهل الرجل الحكيم يسأل هكذا سؤال واين الحكمة في السؤال، فان كان عمر قلق على مصيره ولا يعرف نفسه ان كان محسن او مسيىء أليس الاولى أن
يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله ) الذي هو أفضل من حذيفة ليعطيه الجواب الوافي بحاله ونفاقه او ايمانه ؟؟
أكيد مَنْ فكر في عملية قتل رسول الله( صلى الله عليه وآله) هو واحد ، والذي لا نعلمه ، كم شخص عرضت عليه العمليه ، وكم شخص رفض ، وكم شخص تردد ، وكم شخص عرف وبقى بعيداً ، والراجح أن تكون هناك مجموعه اخرى تقوم بعملية تصفية للمستعدين بالتضحية بانفسهم في سبيل الله ورسوله لاتمام السيطرة على مقاليد الحكم وألاستيلاء على الدولة الفتيه
وهنا نطرح أحتمالات لسؤال عمر ؟

• أراد التباهى أمام المسلمين فالخبر سوف ينتشر ويعلم الجميع أن حذيفة برأ عمر من المنافقين الذين يعلم بهم ؟وهذا الباب يدخل فيه الرياء والعجب
• محاولة لضرب المنافقين أنفسهم ومن اهل المدينة بالذات، فأراد ضربهم بان أسمائهم عرضه للاطلاع والمعرفة بهدف اخافتهم او تهديدهم او ابتزازهم لغايه ومصلحة معينه او ابعادهم خشيت التآمر عليه واغتياله . وقد يقول البعض ان حذيفة قال لن أبرأ احداً بعدك ؟ وهذا أذا سأل أحد عن نفسه اما عن ذكرهم فلم يتحدث عنه حذيفة،اما الاشاره اليهم فقد روي ان حذيفه ذكر بعضهم .
• سمع عمر همس او غير ذلك بأنه من المنافقين فسأل حذيفة عن ذلك، لوضع حد للكلام الذي يدور حتى يتم ايقافه بشكل نهائي .
• عدم وجود الثقة بالنفس ( هل انا منافق هل انا مؤمن ) هكذا عمر يحدث نفسه وسببها كثرة الذنوب وقلت العمل الصالح وهذا يولد قلق نفسي، واجابة حذيفة تشكل مسكن لهواجس عمر
• سؤال عمر عن نفسه لصحابي هل هو منافق، تدخل عمر في دائرة الشك بالولاء لله والرسول، ونظرة عدد من الصحابة الى عمر كانت غير ما وصلت لنا في كتب التاريخ.. والدليل قلق عمر على عدم الصلاة عليه من قبل حذيفة أوغير حذيفة
• الاخطر أشتراك عمر بالجريمة بصوره غير مباشره ( توجد أحتمالات: (1)عرض على عمر الامر فوافق وبقى بعيداً كمراقب للوضع (كقائد أو قوة مساندة ) ، (2) عرض على عمر فطلب مهله للتفكير واتخاذالقرارفتمت العمليه بدونه، (3)عرض علىعمر العمليه ولم يوافق ولم يخبر رسول الله (صلى الله عليه وأله ) ،(4 ) عرض على عمر فتحير وبقى صامت ، فأنتظر القوة الغالبة ليكون معها
• قدتكون الرواية ناقصه فهل من المعقول ان ياتي عمر ويقول لحذيفة ان (فلان) قد مات فأشهده ... فرجع عمر........ فسأله هل انا منهم ، يجب ان نضع في الاعتبار بان الحوار طويل وضاع هذا الحوار بين شيخوخة الروات او بين أيدي الكتاب وفيه برأة عمر من شبهات حامت حول السؤال ، فلم يبقى الا السؤال .
• نعم قد تكون الروايه طويلة وفيها أدانه واضحه وصريحه ( لعمر بن الخطاب ) فاقتطعتها أقلام الظلام والايدي المدلسه فتركت ما ظنت انها براءه لعمر وفي دهاليز السؤال الكثير من الاسئله عن السؤال الذي طرحه عمر
• احتمال بان عمر يبغض علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وهذا يولد قلق لدى عمر بقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي[ لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق ] فيكون سؤال عمر لحذيفة للبراءه من النفاق الناتج من بغض علي بن ابي طالب وجواب حذيفة هو عن المنافقين الذين ارادوا اغتيال الرسول الكريم فقط ؛ فيكون سؤال عمر في واد وجواب حذيفة في واد آخر.
• أخيراً عمل حذيفة بالتقية كون عمر لديه السلطه وقادر على أيذاء حذيفة , فيكون جواب حذيفة من باب درء الأذى عن النفس